انقلبت مواقع التواصل الاجتماعي رأساً على
عقب في الأيام القليلة الماضية بسبب فستان غريب يكاد يكون سحرياً؛ لكنه
بالطبع ليس كذلك، يظهر الفستان لبعض الأشخاص باللونين الأبيض والذهبي ويظهر
لأشخاصاً آخرين باللونين الأسود والأزرق ! ومن هنا بدأ الجدل وإثارة
الكثير من علامات التعجب والاستفهام حول الأمر.. كيف يحدث ذلك؟!
لم يثير هذا الموضوع الجدل فقط على مواقع
التواصل الاجتماعي بل أثار الجدل أيضاً بين الأوساط العلمية، فالأمر برمته
يتعلق بآلية عمل العين واستقبال وانعكاس الضوء واختلافها من شخص لآخر، على
الرغم من ذلك انتشرت العديد من النظريات لتفسير مايحدث بالضبط، بعضها يؤخذ
على محمل الجد والآخر هزلي..
النظرية الأولى: خدعة بصرية
أولى النظريات التي طُبقت على هذه الصورة
في البداية أنها خدعة بصرية مُعدل عليها باحترافية تامة، ولكن بدأت هذه
النظرية بالتلاشى وإثارة السخرية حولها بسبب حالة الاختلاف الغير طبيعية
بين آراء كل من شاهدوا الصورة..
صديقي “الذي يجلس بجانبي” يرى الفستان
باللونين الأسود والأزرق، في حين أراه باللونين الأبيض والذهبي؛ وهكذا
الحال بين الجميع، لذا من المستحيل أن يختلف العديد من الأشخاص بهذه الثقة
على خدعة بصرية!
النظرية الثانية: اختـلاف الشاشات
ظهرت نظرية “هزلية” أخرى تقـول بأن السبب
في اختلاف الالوان هو اختلاف جودة الشاشات، فعلى سبيل المثال شاشات الحاسوب
مختلفة عن شاشات الهواتف الذكية.. الخ لذا قد يظهر فرق الألوان ذلك بسبب
اختلاق طبيعة الشاشات.
هذه النظرية تم إثبات عدم صحتها أيضا، بسبب اختلاف العديد من الأشخاص على لون الفستان من نفس الشاشة.
النظرية الثالثة: استقبال العين لإنعكاس الظل
تدور هذه النظرية حول اختلاف انعكاس الظل
في العين من شخص لآخر.. عند إرسال العين إشارة للعقل بالضوء المنبعت
لتحليله، تترجم بعض العقول هذه الإشارة على أن الصورة مُلتقطة من زاوية
مُظلمة فيظهر تأثير ضوء الكاميرا الساطع على الفستان فيظهر باللونين الأبيض
والذهبي.
وبعض العقول الاخرى لا تستطيع ترجمة هذه
الإشارة على هذا النحو، وتقوم بترجمتها أن الصورة مُلتقطة من وضعية عادية
بدون أية اضاءة لذا يظهر باللونين الأسود والأزرق، وذلك بسبب اختلاف تحليل
الألوان بين كل شخص وآخر، وكذلك صعوبة تمييز الدماغ للألوان الضوء الساقط
على الفستان، فعلى سبيل المثال أن درجة الأحمر التي تراها ليست كدرجة
الأحمر التي يراها صديقك !
النظرية الرابعة: لون الإضاءة
يرى البعض أن الخدعة في الأمر هو لون
الاضاءة المنبعث من الكاميرا، فالدماغ البشرية تواجه صعوبة في تمييز ألوان
الضوء الساقط على الجسم، ويختلف دماغ كل شخص عن الآخر فبعض الأدمغة تفسر أن
الضوء الساقط على الفستان هو ضوء أصفر لذا تجاهل الدماغ الألوان الاخرى
وتشبع باللون الأصفر.
وبعض الأدمغة الأخرى تفسر ان الضوء الساقط
على الفستان هو لون أزرق لذا يتجاهل الدماغ الالوان الاخرى ويرى الفستان
باللونين الأسود والأزرق.
ماهي النظرية الصحيحة إذن؟!
الأمر برمته متعلق بدخول الضوء إلى العين
وتحليل الدماغ للاشارات المنبعثة من العين، ببساطة شديدة يختلف كل دماغ عن
الآخر فجميعنا لا نرى نفس درجات الألوان ولكن يمر الأمر بسبب عدم أهميته
على الأرجح لأن الاختلاف بسيط في أغلب الأحوال، أما في هذه الحالة كان
الاختلاف واضحاً تماما بسبب..
أولها: إنعكاس الضوء الإصطناعي على
الفستان “ضوء الكاميرا او الضوء المساعد على الارجح” يؤدي إلى إرباك
الإشارات الحسية بالدماغ عند استقبال الضوء وترجمته إلى صورة، فمع اختلاف
الأدمغة يظهر الفرق واضحاً ومثير للدهشة على عكس الأجسام الطبيعية الأخرى.
ثانياً: الدماغ البشرية تواجه صعوبة في
التمييز بين لون الضوء الساقط على الفستان ولون الفستان نفسه عند إمتزاجهم،
لذا لا نعلم تماماً ماهية لون الضوء الساقط على الفستان لكي يظهر لنا بهذه
الصورة المربكة للجميع، ولكن المؤكد أن الأمر ليس له علاقة بأي خلل في
الدماغ أو ماشابه ذلك.
ماهو لون الفستان الصحيح إذن؟
دعوني أشارك معكم اللون الذي أراه؛ أرى
الفستان باللونين الأبيض والذهبي، ويؤسفني أن أخبركم أن لون الفستان
الحقيقي هو الأسود والأزرق ! “كما إستنتج الباحثون” كيف ذلك؟
إنعكاس الضوء وسطوعه يؤدي إلى ظهور
الألوان أفتح مما عليها وليست أظلم، والصورة بالأساس مُلتقطة في وضح النهار
وسط ضوء النهار الساطع، لذا ليس من المنطقي تماماً تحويل اللونين الأبيض
والذهبي إلى أسود وأزرق وهم من أشد الألوان الداكنة في وضح النهار، ولكن
العكس هو ماحدث بالإضافة الى الطريقة المجهولة التي تم التقاط الصورة بها
لتحدث هذه الضجة.
بالإضافة الى تجارب الباحثين المختلفة
لاثبات ان لون الفستان الأصلي هو الأسود والأزرق عن طريق وضع الصورة في
برامج تعديل الصور والألوان كالفوتوشوب، ومحاولة استخراج نسب الالوان في
الصورة وتقليل الاضاءة لمعرفة اللون الصحيح.
أيضاً تم طباعة الصورة على الورق لاستخراج
نسب الالوان الحقيقية بشكل أفضل وتبين ان اللونين الذهبي والأبيض ليست
الالوان السائدة ولكنها ألوان مُكتسبة بسبب العوامل المؤثرة على الصورة
كالضوء يصحبها انعكاس الضوء للعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق